كانت المظاهرات الطلابية والشبابية من ابناء الشعب السوري تضم كل المكونات والاطياف السورية في جميع المدن والمناطق، مطالبة بانهاء الانتداب واستقلال سوريا حرة ديمقراطية تعددية.
كما ساهم الكرد الدمشقيون بالنشاط الشبابي والرياضي بدعم من المهندس الزراعي حسين الإيبش وهو من كبار الملاكين في غوطة دمشق الشرقية وهو ايضاً من عشيرة الكيكان الكردية المعروفة بروج افا غرب كردستان، حيث ساهم في تنشيط الحركة الرياضية والشبابية وشجع الاندية السورية الرياضية، ومن الداعمين والمشجعين للرياضة الكردية بدمشق ومن المساهمين في تشجيع الحركة الكشفية معنوياً ومادياً، ويعتبر حسين الإيبش في تاريخ الحركة السورية الرياضية اول من ادخل لعبة كرة القدم الى سوريا في عشرينيات القرن الماضي وشكل اول فريق لكرة القدم من الشباب الكرد والعرب ومنهم: حسين الإيبش، نوري الإيبش، رشاد حواصلي، خالد قوطرش، بكري قوطرش، علي بوظو، احمد بن عثمان آلوسي، انور تللو، سميح الامام، كامل النبي، عزت قره شاي، دياب معمو متيني، محمد البزم، وجيه البكري، احمد السمان الكردي، فؤاد اليوسف و الدكتور ابراهيم سعدون متيني.
ولم يقتصر نشاط حسين الإيبش على الحركة الرياضية والشبابية فقط، بل وتابع نشاطه الزراعي والاجتماعي في احياء الحياة لقسم كبير من غوطة دمشق الشرقية، حيث جر نهر الاعوج الذي ينبع من جبل الشيخ غرب مدينة دمشق ويصب في بحيرة الهيجانة شرق غوطة دمشق على نفقته الخاصة، والجدير بالذكر أن هذا النهر كان يصل لجنوب ريف دمشق طولها كم؛ وبذلك احيا قسم كبير من بساتين الغوطة الشرقية والفلاحين وعائلاتهم، وحسين بل الإيبش يعتبر شخصية اجتماعية وثقافية في سوريا لشهرته الرياضية في ركوب الخيل والعاب الكرات والرمي بالبندقية، ومن اشهر الصيادين في العالم للوحوش الكاسرة في أدغال أفريقيا، كما يعتبر شخصية نادرة بين كبار الملاكين للاراضي الزراعية لإحداثه اول مدرسة ابتدائية في الريف السوري على حسابه الخاص لأبناء الفلاحين في قرى الغوطة الشرقية.
نادي كردستان الرياضي بدمشق
كما وانه شجع ابناء حي الاكراد الدمشقي لإحداث "نادي كردستان" وهو اول نادي رياضي كردي في سوريا بمدينة دمشق حي الاكراد (ركن الدين) وشجع على فتح الاندية الرياضية بالحي ومنها ايضاً نادي صلاح الدين الايوبي وذلك في اوائل اربعينيات القرن الماضي، ولعبت هذه الاندية الرياضية دوراً كبيراً في رفد الحركة الرياضية السورية والاندية بالعديد من اللاعبين في العاب الكرات والعاب القوة والقوى؛ وفي 1963 وبمجيء حزب البعث الى السلطة صدر قرار سياسي يتضمن منع فتح أي نادي رياضي او ثقافي بحي الاكراد ومنع أي نشاط شبابي وكشفي ايضاً.
ومن هنا انتقل شباب الكرد للعمل السري بتشكيل الفرق الرياضية بشكل سري وملاعب سرية وسط بساتين الصالحية وسهل برزة البعيد عن اعين السلطات الامنية، وبعد كشف هذه الملاعب من قبل الامن السوري، تم تخريبها وهدمها من قبل الاجهزة القمعية، ولكن نضال وحماس شباب الكرد الدمشقيين لم يتوقف واستمروا في نشاطهم الشبابي، فاحدثوا ملاعب في سفوح جبل قاسيون، ومع ذلك استمرت السلطات الامنية في قمعهم وملاحقتهم وزجهم في السجون في ستينيات القرن الماضي، كما تم زج العديد من اللاعبين الشباب تحت شعارات كاذبة واتهامات باطلة بعهد الوحدة السورية المصرية عام 1958 ، حيث اوهم البعثيون ان مهمة الرئيس جمال عبدالناصر هو الحد من الامتداد الشيوعي الى بلدان الشرق الاوسط، ولكن حزب البعث كان يرمي بأهدافه الخبيثة الى تسريح كافة الضباط الكرد من الجيش السوري آنذاك وقد نجح البعثيون بذلك وسيطروا على قيادات الجيش مع العلم ان الكرد هم الذين اسسوا بناء الدولة السورية منذ استقلال سوريا من الحكم العثماني وانتهاء الانتداب الفرنسي وإعلان استقلال سوريا عام 1946 وانتخاب البرلمان السوري شكري القوتلي رئيساً للجمهورية السورية.
يتبع.....